نفوق جماعي غامض للأسماك في هور "ابن نجم" يثير قلق سكان النجف
نفوق جماعي غامض للأسماك في هور "ابن نجم" يثير قلق سكان النجف
أثار نفوق جماعي غامض للأسماك في هور ابن نجم بمحافظة النجف الأشرف قلقًا واسعًا بين سكان العراق المحليين، وسط مطالبات عاجلة بتدخل الجهات المعنية للوقوف على أسباب الظاهرة واتخاذ تدابير وقائية.
وقال مدير بيئة النجف، رئيس فيزيائيين أقدم جمال عبد زيد، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن دائرته تلقت "شكاوى عدة من المواطنين ومسؤولين بشأن نفوق أعداد كبيرة من الأسماك"، مضيفًا أن "فريقًا فنيًا متخصصًا تم إرساله إلى الموقع بالتنسيق مع دوائر أخرى معنية لإجراء تحقيق ميداني".
الأسباب المحتملة
وأوضح عبد زيد أن من المبكر الجزم بالأسباب، لكنه أشار إلى احتمالين رئيسيين: شح المياه والجفاف في العراق، حيث إن أذناب الجداول المتصلة بالهور تشهد ركودًا مائيًا وانخفاضًا حادًا في مستويات الأكسجين المذاب، ما يتسبب في نفوق الأسماك، وكذلك الصيد الجائر بأساليب غير مشروعة مثل استخدام الكهرباء أو مواد سامة بشكل متعمد، وهو ما قد يكون سببًا إضافيًا وراء الحادثة.
التحقق من الأسباب البيئية أو السلوكية
وأكد أن الجهات المختصة تواصل العمل للتحقق من الأسباب البيئية أو السلوكية وراء هذا النفوق، داعيًا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات صيد مخالفة.
يعاني العراق من أزمة تغير مناخي متفاقمة تعد من بين الأخطر في العالم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي، إذ باتت تداعيات الاحترار العالمي تتجلى بشكل واضح على مختلف جوانب الحياة في البلاد. فقد ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، حتى باتت بعض المناطق تسجل درجات تفوق 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، ما أثر بشكل مباشر في الزراعة وصحة السكان، كما أدى انخفاض منسوب نهرَي دجلة والفرات، نتيجة بناء السدود في دول الجوار مثل تركيا وإيران، إلى أزمة مياه خانقة تهدد الأمن المائي للعراق، وأجبرت آلاف العائلات، خصوصًا في جنوب البلاد، على النزوح من قراهم بسبب الجفاف والتصحر.
وقد تفاقمت هذه الأزمة نتيجة سنوات من سوء إدارة الموارد المائية داخليًا، بالإضافة إلى تراجع البنية التحتية البيئية والزراعية، ويواجه العراق حاليًا تحديات خطِرة، مثل تراجع الأراضي الصالحة للزراعة، وانقراض بعض الأنواع النباتية والحيوانية، وارتفاع معدلات البطالة بين الفلاحين، إلى جانب ازدياد العواصف الرملية التي باتت ظاهرة شبه موسمية تسبب شللًا في الحياة العامة وتدهورًا في الصحة العامة، وبسبب هذه العوامل، يُنظر إلى التغير المناخي في العراق ليس فقط كأزمة بيئية، بل كتهديد وجودي يمس استقرار البلاد الاقتصادي والاجتماعي والأمني، ويستلزم تدخلًا وطنيًا ودوليًا عاجلًا للتخفيف من آثاره الكارثية.